طاولة مستديرة في جنين تناقش أزمات التعليم والتداعيات النفسية والاجتماعية في ظل الطوارئ

طاولة مستديرة في جنين تناقش أزمات التعليم والتداعيات النفسية والاجتماعية في ظل الطوارئ
نظمت تعاونية جنين التعليمية، المنبثقة عن الائتلاف التربوي الفلسطيني، طاولة مستديرة في قاعة الهيئة الاستشارية بمدينة جنين. حيث شارك في هذه الفعالية تربويون وأكاديميون وإعلاميون ونشطاء مجتمع مدني، لمناقشة الأزمات المتلاحقة التي يشهدها المجتمع الفلسطيني، خاصة في ظل حالات الطوارئ، وتداعياتها التربوية والاجتماعية والنفسية.
وشهدت الفعالية، التي انعقدت بالشراكة مع أكاديميين من جامعات العربية الأمريكية، والاستقلال، والقدس المفتوحة، نقاشات معمّقة لوضع توصيات عملية للتعامل مع انعكاسات الأزمات، بما في ذلك آثار العدوان والاحتلال على التعليم وصحة الطلبة النفسية.
واستعرض عبد الله جرار، منسق تعاونية جنين التعليمية، أهداف اللقاء، مؤكداً أهمية الإحاطة بالأزمات خلال الطوارئ وبناء نماذج مختلفة قادرة على الصمود وإرساء أسس للمستقبل.
وأشار نسيم قبها، عضو الهيئة الاستشارية للائتلاف التربوي ومنسق تعاونية تعلم وتعليم الكبار، إلى أن التعليم في حالات الطوارئ أصبح قضية ملحة في فلسطين خاصة في ظل ما وصفه بـ”جائحة ما بعد أكتوبر” التي أعقبت جائحة كورونا، مشيراً إلى تأثر نحو 222 مليون طفل وشاب حول العالم بالأزمات كالنزاعات المسلحة والتهجير والأوبئة.
وقدم أستاذ حل النزاعات في الجامعة العربية الأمريكية، الدكتور أيمن يوسف، تجارب عالمية نجحت في توظيف التعليم والأنشطة المجتمعية لاحتواء النزاعات وإشاعة السلم الأهلي، مؤكداً ضرورة تعزيز مفهوم المواطنة العالمية وربط المحلي بالعالمي في إدارة الأزمات.
وفي مداخلة أخرى، تناولت الدكتورة رحاب السعدي، أستاذة الصحة النفسية في جامعة الاستقلال، الأبعاد الاجتماعية والنفسية للأزمات، مستحضرة تجارب التعليم الشعبي في انتفاضتي 1987 و2000.
كما عرض الدكتور وائل أبو الحسن، أستاذ علم النفس العيادي في الجامعة العربية الأمريكية، أرقاماً كشفت أن ما يزيد عن نصف الفلسطينيين يعانون الاكتئاب واضطرابات ما بعد الصدمة. وأكد ضرورة معالجة الفجوات المعرفية الناتجة عن الانقطاعات في التعليم، محذراً من تراجع فعالية التعليم الإلكتروني.
بدوره، تحدث الدكتور مصدق براهمة، أستاذ التربية وأساليب التدريس في الجامعة العربية الأمريكية، عن تحديات التعليم في حالات الطوارئ والفقد التعليمي، مشيراً إلى التباين في تعريف المفاهيم عالمياً، وإلى فجوة السياسات والتخطيط لمواجهتها، داعياً إلى تمكين الطلبة الجامعيين من المهارات الضرورية لمواجهة الأزمات.
وقدمت الطالبة رهف بركات العمري، من الجامعة العربية الأمريكية، نتائج دراستها حول الفاقد التعليمي في المرحلة الابتدائية في جنين، والتي تشير إلى اتساع نطاق الفاقد بفعل الأوضاع الطارئة والعدوان الأخير على المدينة.
وفي ختام الطاولة، خرج المشاركون بجملة من التوصيات، من أبرزها: نمذجة الجهود الوطنية وتوحيدها، رفض “التعليم المتكيف مع القهر” باعتبار التعليم أداة تحرر ووعي، إدماج التعليم في خطط الطوارئ الوطنية بشكل فاعل، الانفتاح على التجارب العالمية، توفير كادر إرشاد نفسي متخصص، والضغط باتجاه تغيير جذري في السياسات التربوية.
كما دعوا إلى التصدي لظواهر التسرب والعنف والتنمر والعنصرية في المدارس، ومراعاة الفوارق الطبقية في التعليم. وأكدوا ضرورة تحمل الجهات الرسمية مسؤولياتها في تطوير قطاع التعليم وإدخال التعليم اللامنهجي بخطوات عملية ضمن السياسات الوطنية.