ولاء أبو خضرة ….مشروعي الصغير غير حياتي

Jun 2025 | 2:56 pm

ولاء أبو خضرة ….مشروعي الصغير غير حياتي

ولاء أبو خضرة ….مشروعي الصغير غير حياتي

ولاء رضوان أبو خضرة مهندسة طاقة مستدامة تسكن قرية الجديدة، جنوب غرب جنين، فتاة تختلف قليلاً عن أقرانها حيث لم تكن تحلم فقط بوظيفة عادية، بل بشيء يصنع الفرق ويترك بصمة تحمل في داخلها شغفًا لا يُقاوم للتقنيات الحديثة واليات الوصول والتعمق بها وبمعرفتها.
ولاء لم تكن تنتظر الفرص، بل هي من كانت تلاحقها. وحين سمعت عن برنامج تدريبي بعنوان “مشروع ريادة الأعمال الخضراء من خلال إعادة تدوير مخلفات المعدات الكهربائية والإلكترونية”، سارع قلبها قبل قدميها للالتحاق به
البرنامج المدعوم من مرفق البيئة العالمي وبرنامج المنح الصغيرة (UNDP)، ونفذته الهيئة الاستشارية الفلسطينية لتطوير المؤسسات غير الحكومية، وضم في صفوفه حوالي 20 مهندسة من تخصصات مختلفة.
اول كلماتها في البرنامج كانت “أنا المهندسة ولاء رضوان أبو خضرة، خريجة هندسة طاقة مستدامة من جامعة فلسطين التقنية خضوري، وعندي شغف كبير بمجال صيانة الأجهزة الخلوية والتقنيات الحديثة” .
واخرها كان “البرنامج التدريبي نقطة تحول في حياتي علّمني كيف أدمج بين المهارة التقنية والفكر الريادي، وساعدني أبني ثقتي بنفسي وأطور قدراتي، خصوصًا في المجال التقني، وصقل شخصيتي من خلال التعامل مع التحديات الحقيقية.”
طوال ثلاثة أشهر، كانت ولاء تغوص في تفاصيل الأجهزة المعطلة، تتعلم كيف تفرّق بين ما يُرمى وما يمكن إنقاذه، وتفكر، :”كيف أُحوِّل كل هذا إلى شيء يخدم مجتمعي؟” الى ان جاءت اللحظة التي صممت بها على تحقيق حلمي وحلم صديقاتي في إيجاد من يثقن به في تسليم هواتفهن وحماية خصوصياتهن لشخص مختلف عن مراكز صيانة يديرها شبان، وذلك بسبب الخوف وكنوع من المحافظة على الخصوصية.
تقول ولاء :”لاحظت إنه البنات بمنطقتنا ما بيرتاحوا يسلموا أجهزتهم لشباب للتصليح بسبب الخوف على الخصوصية، فخطرت ببالي فكرة مشروعي: صيانة أجهزة خلوية للسيدات بخدمة مريحة وسرية تامة”.
بدأت ولاء من البيت. أصلحت هاتف أختها، ثم هاتف الجارة، ثم صديقة الجارة.
شيئًا فشيئًا، تحولت الطاولة الصغيرة في ركن الغرفة إلى ورشة مصغّرة، والأدوات البسيطة إلى مصدر رزق وأمان.
“بديت بتصليح أجهزة البيت، وأجهزة العيلة والأصحاب، ومع الوقت طورت نفسي. ومن خلال حسابات مواقع التواصل الاجتماعي روجت لمشروعي وفكرته، وأعلنت على صفحات البلد، وصار يجيني زبونات أكتر، وبنيت سمعتي الخاصة.”
التحديات كانت كثيرة، أبرزها النظرة التقليدية والتشكيك بقدراتها.
“واجهت تحديات كثيرة بالبداية، مثل إقناع الناس بإني قادرة على اصلاح أجهزتهم بجودة عالية، وتحملت مسؤولية الشغل بإيدي، لكن مع الإصرار والمثابرة قدرت أنجح وأثبت حالي.”
اليوم، ولاء ليست فقط مهندسة، بل رائدة بيئية، ومبادِرة مجتمعية، ومثال لتمكين النساء في مجالٍ تقني كان حكرًا على الرجال في بيئة ريفية محافظة، استطاعت أن تبني جسرًا بين التكنولوجيا والثقة، وبين التمكين والاستدامة.
“واليوم بفتخر إني خلقت فرصتي الخاصة بنفسي، وقدرت أحقق حلمي خطوة خطوة، وإن شاء الله هذا مجرد بداية لطموحات أكبر بالمستقبل.”
في زمن تزداد فيه النفايات الإلكترونية، اختارت ولاء أن تكون جزءًا من الحل. وفي مكان اعتاد الناس فيه على “لا يمكن”، اختارت أن تقول “سأفعل”.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *