ورشة عمل في جنين تسلط الضوء على معاناة النساء النازحات صحياً بعد تهجير مخيم جنين

ورشة عمل في جنين تسلط الضوء على معاناة النساء النازحات صحياً بعد تهجير مخيم جنين
نظمت الهيئة الاستشارية الفلسطينية لتطوير المؤسسات غير الحكومية، بالشراكة مع ائتلاف أمان، اليوم الثلاثاء 2 أيلول 2025، ورشة عمل بعنوان: “حين يصبح العلاج رفاهية: معاناة النساء النازحات صحياً بعد تهجير مخيم جنين وذلك ضمن مبادرة : المساءلة على مستويات الاستجابة للنساء وقت الأزمات في محافظة جنين .
افتتحت الأستاذة فرحة أبو الهيجاء رئيسة مجلس إدارة الهيئة الاستشارية الفلسطينية الورشة بكلمة ترحيبية، أكدت فيها على أهمية فتح مساحات للحوار المجتمعي لمناقشة التحديات الصحية التي تواجه النساء النازحات بعد تهجير مخيم جنين. وأوضحت أن الهدف من الورشة هو توثيق التجارب الإنسانية الصعبة التي تمر بها النساء، وتعزيز التنسيق بين المؤسسات لضمان استجابة شاملة وفعّالة.
شهدت الورشة حضورًا فاعلًا من ممثلين عن المؤسسات الصحية، وعدد من المشاركات ضمن المشروع، حيث تم عرض واقع التعليم في محافظة جنين، في ظل استمرار العدوان على مخيم جنين، وما نتج عنه من نزوح أكثر من 20 ألف مواطن عن منازلهم، وتأثر العملية الصحية بشكل مباشر.
وعرضت نازحات من مخيم جنين تجاربهن الصحية في عام مثقل بالمعاناة، ويسردن شهادات قاسية عن رحلة البحث عن العلاج والدواء وسط النزوح القسري. وتروي نساء حوامل ومصابات بأمراض مزمنة تفاصيل محنتهن في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ 21 كانون الثاني الماضي، والذي شلّ عمل المراكز الصحية، وأدى إلى انقطاع الأدوية واللقاحات، ودفع بالعيادات إلى الانتقال قسراً إلى مواقع النزوح المتفرقة.
تخللت الورشة مداخلات متعددة من المشاركين، تناولت التحديات الصحية التي تواجه النساء النازحات، خاصة فيما يتعلق بنقص الأدوية واللقاحات الأساسية، وصعوبة الوصول إلى المراكز الصحية والمختبرات الطبية. كما تم تسليط الضوء على جهود مديرية الصحة والمؤسسات الشريكة مثل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين وجمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية والاتحاد الفلسطيني العام للأشخاص ذوي الإعاقة في الاستجابة لهذه الأزمة، من خلال إنشاء مراكز طوارئ وعيادات متنقلة، وتوفير حقائب صحية للنساء، إلى جانب برامج توعية وتدريب للكوادر الطبية، لضمان تلبية الاحتياجات الأساسية وتحسين جودة الخدمات المقدمة.
وهدفت الورشة إلى تسليط الضوء على التحديات الصحية والاجتماعية التي تواجه النساء النازحات، ومناقشة أدوار المؤسسات الصحية والإنسانية في الاستجابة لاحتياجاتهن الأساسية بالإضافة إلى توثيق النساء المشاركات في الجلسة الحوارية لشهادات ومساءلة من قلب المعاناة الصحية في الجلسة الحوارية و التي تناولت ايضًا مدى استجابة القطاع الصحي لاحتياجات النساء النازحات، برزت النساء كصاحبات صوت جريء وتجربة حيّة، حيث قدّمن شهادات صادمة وواقعية حول معاناتهن مع نقص الدواء وصعوبة الوصول إلى الخدمات الطبية في ظل النزوح والعدوان.
وقد شكّلت هذه المداخلات محوراً أساسياً في مساءلة المؤسسات الرسمية والإنسانية، وطرحت تساؤلات جوهرية حول العدالة الصحية وضمان الحق في العلاج أثناء الطوارئ.
وخرجت الورشة بضرورة تكاتف المؤسسات والعمل على حل أبرز القضايا التي تم طرحها وكانت :
• انقطاع الأدوية الأساسية واللقاحات خاصة للنساء الحوامل والمصابين بأمراض مزمنة.
• بعد المختبرات الطبية وصعوبة الوصول إلى خدمات الفحوصات والتحاليل.
• غياب الأدوات المساعدة للنساء ذوات الإعاقة أثناء النزوح، مثل الكراسي المتحركة والأجهزة الطبية.
• نقص الوعي الصحي والدعم النفسي المرافق للنساء النازحات.
• الحاجة إلى تنسيق أكبر بين المؤسسات الصحية والإنسانية لتوحيد الجهود وتوزيع الخدمات بعدالة.
التدخلات الرسمية في القطاع الصحي أثناء الطوارئ.
واستعرضت الجلسة الحوارية ايضاً أبرز التدخلات التي قامت بها المؤسسات الصحية في جنين لمواجهة آثار العدوان والنزوح، حيث قدمت الجهات الرسمية مداخلات أوضحت حجم التحديات والإجراءات المتخذة لضمان استمرارية تقديم الخدمات الطبية. وقد شملت هذه التدخلات إنشاء مراكز طوارئ وفتح عيادات متنقلة في أماكن النزوح، وتوزيع حقائب صحية للنساء، إضافة إلى توفير الدعم النفسي والتدريب للكوادر الصحية بالتعاون مع مؤسسات دولية.
ومن جانبه استعرضت ممثلة مديرية الصحة عائشة أبو الرب في جنين حالة الطوارئ التي أعلنتها المديرية بعد أحداث المخيم، مشيرة إلى افتتاح مراكز طوارئ موزعة لتغطية المناطق التي لجأ إليها النازحون. وأكدت أن المديرية حصلت على دعم من مؤسسات دولية مثل أطباء بلا حدود الفرنسية والبلجيكية التي وفرت أدوات طبية ومستلزمات أساسية. وأضافت أنه تم توزيع حقائب صحية للنساء النازحات تشمل أدوات النظافة والمستلزمات الطبية، إلى جانب تدريب الكوادر الصحية. لكنها لفتت إلى وجود تحديات جدية أبرزها انقطاع بعض الأدوية واللقاحات الضرورية خاصة للنساء الحوامل بسبب ممارسات الاحتلال.
ولفت ممثل جمعية الإغاثة الطبية الأستاذ عمر منصور إلى ان النزوح يشكل أزمة إنسانية مركبة، صحية واجتماعية، وأشار إلى أن الاستجابة الصحية تطلبت تنسيقاً مشتركاً بين مختلف المؤسسات. وأضاف أن التركيز كان على النساء النازحات الحوامل والمصابات بأمراض مزمنة، موضحاً أن حجم الأزمة الكبير جعل من الصعب توحيد الجهود بشكل كامل. ودعا إلى تعزيز التعاون المؤسسي والمجتمعي لضمان وصول الخدمات بشكل أكثر عدالة وتوازن.
وفي كلمة اتحاد ذوي الإعاقة في جنين اكد الاستاذ محمود عمور على غياب التخطيط الاستراتيجي الكافي لإدماج النساء ذوات الإعاقة في خطط الاستجابة للنزوح. وأوضح أن هذه الفئة هي الأكثر حاجة للخدمات الصحية، مشيراً إلى أن كثيراً من النازحات خرجن من بيوتهن دون أدوات مساعدة أساسية مثل الكراسي المتحركة أو السماعات الطبية، مما زاد من معاناتهن. ودعا إلى ضرورة توفير الأدوات المساعدة وتهيئة الخدمات الصحية لتراعي خصوصية النساء من ذوات الإعاقة.
وبدورها أوضحت سهير خزامية ممثلة الأونروا أن الوكالة تعاونت مع مختلف المؤسسات الصحية والإنسانية منذ اللحظة الأولى للنزوح. وقالت: “لم يتوقف عملنا حتى في أصعب الظروف، فحتى الشباب والمتطوعون واصلوا جهودهم. لكن حجم النزوح كان أكبر من توقعاتنا وخططنا، لذلك اضطررنا إلى فتح عيادات متنقلة في أماكن النزوح لتقديم الخدمات الطبية، إلى جانب برامج تشغيل مؤقتة لدعم الأسر النازحة”.
وأكدت إيمان شلبي ممثلة عيادات الأونروا الطبية أن الوكالة عملت على توفير اللقاحات الأساسية والأدوية اللازمة بشكل دوري، إلى جانب التوعية الصحية للفئات النازحة. وأشارت إلى أن العيادات المتنقلة قامت بإجراء فحوصات طبية عاجلة وصرف أدوية داخل أماكن النزوح، كما تم تأمين بدائل للأجهزة الطبية المفقودة. وشددت على أهمية استمرار الدعم المقدم من الشركاء المحليين والدوليين لضمان استمرارية هذه الخدمات.
اختتم أنور تركمان ميسر اللقاء النقاش بالتأكيد على أن الحل يكمن في توحيد الجهود بين جميع المؤسسات العاملة في القطاع الصحي والإنساني. وقال: “يجب أن نعمل معاً بروح جماعية لضمان وصول الخدمات بشكل عادل، خاصة للنساء اللواتي يتحملن العبء الأكبر في ظروف النزوح”.